تورينو:  بقلم عبد الجبار الخطابي

شهدت أكشاك بيع الصحف الفرنسية إقبالا كثيفا لم يسبق له نظير وذلك منذ ساعات الصباح الأولى، الكل نسي مشاكله، وأصبح همه حرية التعبير، ولو كان ذلك على حساب غضب الآخرين. الكل يريد نسخة من العدد الجديد من مجلة شارلي إيبدو لتبقى ذكرى يفتخر بها أمام أحفاده في المستقبل. 

مواطني المجتمعات المنحلة والوضيعة أخلاقيا  كانوا يعلمون بأن الحصول على نسخة من عدد مجلة "شارلي إيبدو" الجديد صباح الأربعاء 14 يناير/ كانون الثاني لن يكون هينا. فمنذ فجر اليوم ضجت صفحات الإنترنت بصور نشرها عدد من الرواد عن الصفوف الطويلة. استيقظوا في الصباح الباكر، واستيقظا معهم الجهل والكراهية   
 لعلمهم بأن الحصول على نسخة سيكون معجزة و عملية شبه مستحيلة. 

الفرنسيون آثروا النفس وتحدوا برد الصباح وخرجوا باكرا من منازلهم يهرولون إلى أكشاك بيع الصحف وانتظروا دورهم أمام المكتبات للحصول على ورق حقير ورخيص. وبينما هم  ينتظرون  دورهم  بنظام مليء بالنفاق ينظر بعضهم إلى بعض ليتبادلوا بابتسامة أقبح من وجوههم تحية الصباح ( بونجور). لكن جلهم رجع من صفه بخفي حنين، يبكي حظه التعيس. وخاب ظنه الأحمق بعد فشله في الحصول على نسخة من مجلة نفذت أعدادها فور طرحها في أسواق العار وعصر مغول جمهورية الأنوار المظلمة. 


الوطنية نيوز

اترك تعليقا

ليست هناك تعليقات :

ترك الرد