بقلم عبد الجبار الخطابي



نعيش هذه الأيام ظروف نفسانية صعبة، فعند كل مرة نتناول فيها جهاز التحكم عن بعد والتنقل بين القنوات الفضائية الغربية، إلا وتسقط أعيننا في مؤرخين وفلاسفة العصر، يزعمون أنهم درسوا الثقافة الإسلامية والعربية، فينطلقون في شروحاتهم الإسلاماوجية لمشاهديهم المتعطشين لها، لأنها تسعدوا قلوبهم المريضة، وتزيد من كراهيتهم وجهلهم. 

الكل يجتهد في إيجاد تسميات تطفي ناره وتُشعل نار المتلقي المستهلك ، الذي يصدق كل ما يسمع، وأحيانا يحاول اقناع نفسه بكل عقله وقلبه، إذا تَبيّن له أن إعلامه قد تجاوز كل خطوط الكذب، بل و يعتبره واجب وطني، يُنّكر فيه المعروف و يُعّرف فيه المنكر حتى يُصَّدق الكاذب و يُكّذَب الصادق، في زمان أصبحنا لا نأمنوا فيه على أنفسنا من ظلم وبطش وتعسف، في ظل انحلال أخلاق مجتمعات كانت، حتى العقود الأخيرة و القريبة دار صدق، ووطن من جارت عليه أوطانه. فتستوعب أنه الإعلام يريد أن ينقض على الأعلام... 

وعندما نريد أن نرتاح من هموم السياسة وصراع الإيديولوجيات وأطماع الاقتصاد، بالبحث عن باحة استراحة في إعلامنا الوطني، نُرَّد على أعقابنا خائبين لا مستبشرين، بأخبار البرد القارس الذي يشوي وجوه شاشتنا العريضة بتعابير للصحفيين لا أدري ما المغزى من قولها. فعندما تسمع صِحفي في وصفه لأطفال الجبال وهم في طريقهم إلى المدرسة، يقول هذه العبارة:( اليَّدَيْن فِي الجَيْب والأسْنَان تَصْطَّكْ)، تعلم حينها أن الأعلام قتلها الإعلام، وتعلم أنك وصلت إلى مطار محمد الخامس و ما عليك إلا أن تسحب من جيبك جواز السفر ليختم عليه شرطي الشباك...يتبع 

اترك تعليقا

ليست هناك تعليقات :

ترك الرد