بقلم: راسم عبيدات – القدس
راسم عبيدات |
….متى نتعلم نحن العرب كيف نفكر وكيف نتعلم الحفاظ على حقوقنا وكرامتنا…ومتى كذلك نتوقف عن السير والهرولة على “الريموت كونترول”،كلما طلب منا الغرب الإستعماري السير والهرولة؟؟؟ المأساة أننا نسير ونهرول ليس خدمة لمصالح أمتنا ولا حتى قضايانا المركزية كالقضية الفلسطينية،بل نسير ونهرول لكي نكون شهاد زور او شركاء على وفي ما يرتكب من جرائم وقتل وذبح بحق شعوبنا….هرولنا الى باريس لكي نشارك أهل الضحايا العزاء والمصيبة بقتل أحبتهم واهلهم في ضحايا الهجوم الإرهابي على صحيفة شارلي ايبدو ..وهذا واجب وحق…ونحن نقف مع هؤلاء الضحايا …هؤلاء الضحايا ضحايا الإرهاب والتطرف…نحن وهم ضحايا إرهاب حكومتهم…ضحايا مهندس ما يسمى بالثورات العربية “برنار هنري ليفي”…. ضحايا حكومتهم وحكومات كل القادة المشاركين من الزعماء الأوروبيين الغربيين،ضعكم عن التوابع من القادة العرب والأتراك فهؤلاء يتحركون على “الريموت كونترول” فهم فاقدون إرادتهم ولا يمتلكون قرارهم ولا حتى احترام شعوبهم،ولكن قادة أمريكا والغرب المجرم ومهندس “الثورات العربية” برنار ليفي ومعهم قادة الإحتلال الصهيوني….سجلهم حافل وطويل بإرتكاب الجرائم والمجازر بحق امتنا وشعبنا الفلسطيني، وفي الوقت الذي كانت فيه تسير المسيرة المليونية ضد الإرهاب في باريس، كان يسقط العشرات في جبل العرب بطرابلس ضحايا تفجير إرهابي، لم يأتي على ذكره او يلتفت اليه احد من قادة تلك الدول…فهؤلاء فقراء لا يستحقون الإدانة او حتى مجرد التفكير بهم، فهم كم زائد في نظر الغرب الإستعماري ودمهم لا قيمة له، ودم عن دم يفرق،وضحية عن ضحية تفرق.
كيف يكون هؤلاء ضد الإرهاب؟؟؟، وهم من أغرقوا منطقتنا العربية بالإرهاب…ضخوا كل أشكال الإرهابين الى العراق والشام، وامدوهم هم وعربان مشيخات النفط والغاز وجماعة التتريك، بكل أشكال وأجناس القتلة والإرهابيين واحدث الأسلحة ومليارات الدولارات والتسهيلات وأجهزة التجسس والخدمات اللوجستية والإيواء والتدريب والحماية والغطاء والتغطية الإعلامية المفبركة والمضللة والخادعة والغطاء السياسي…ومارسوا كل أشكال الإرهاب وحتى أقذرها من قتل ودمار وقطع للرؤوس وبقر للبطون وشق للصدور وحتى أكل للأكباد وجلد للظهور وتعذيب وقتل للنساء واغتصاب وبيع وطرد وتهجير للأقليات والأثنيات من مسيحيين ويزيديين…ولم نسمع كلمة إدانة واحدة من أي زعيم غربي..بل دعي العرب لمؤتمرات ما يسمى بأصدقاء سوريا من أجل “الحرية” و”الديمقراطية”…وكانوا يشيدون بما يرتكب من جرائم وقتل وتدمير بحق الشعب السوري،وأكثر من ذلك يرقصون ويحتفلون على أشلاء وجثث مواطنين سوريين بريئة تتطاير بفعل إرهاب القتلة والمجرمين..من يقودون المسيرة ضد الإرهاب من قادة الإرهاب،رفضوا مجرد الوقوف دقيقة صمت على أرواح الأبرياء من المواطنين السوريين،عندما دعاهم الى ذلك ممثل سوريا في الأمم المتحدة الدكتور بشار الجعفري…فالدم السوري او العربي لا يستحق الإدانة ولا المسيرة ولا حتى الوقوف ضد دقيقة صمت..؟؟،اما عندما يضرب الإرهاب في عاصمة اوروبية غربية او في واشنطن، فهذا حدث جلل يستدعي عقد القمم العاجلة، وإستدعاء العربان العاربة والمستعربة تهرول وتركض بدشاديشها وبدلاتها لكي تردد كالببغاوات ما يملي عليها.
تصوروا من سخريات القدر أن يتصدر المسيرة نتنياهو وليبرمان وبينت،وبينت مرتكب مجرزة قانا اللبنانية في عام 1996،والتي راح ضحيتها عشرات الأطفال اللبنانيين الأبرياء، والذي جيش حكومته في الحرب العدوانية الأخيرة على قطاع غزة قتل أكثر من (2200) فلسطيني عدد كبير منهم من الأطفال والنساء،واكثر من (100000) منهم ما زالوا يفترشون الأرض ويلتحفون السماء، لأن جيش الإحتلال “الحضاري” و”الأخلاقي” دمر منازلهم وتركهم بدون ماوى، وهؤلاء بعرف امريكا والغرب المجرم لا يستحقون الإدانة او الإستنكار، بل جرى مناصرة الجلاد على الضحية في “تعهير” واضح للمعايير والمواثيق الدولية والقول بأن اسرائيل لها الحق في الدفاع عن نفسها في وجه “الإرهاب” الفلسطيني؟؟.
بينت هاجم المغلوب على امره رئيس السلطة الفلسطينية عباس الذي جاء، لكي يعبر عن موقف شعبنا برفضه للإرهاب، والذي ما كان له ليحضر قمة تجمع من يقتلون شعبه ويغتصبون حقوقه ويأتون ليذرفون الدموع على ضحايا الإرهاب، والأجدى به كان عندما هاجمه بينت هو ومن جاؤوا من البلدان العربية أصدقاء نتنياهو وبينت الذين وصفهم بانهم الداعمون للإرهاب،والقول كذلك أنه من غير المعقول ان ياتوا هنا لكي يدينوا الإرهاب وهم داعمون له…الأجدر به أن رد عليه بحسم وبقوة بأنك أنت وأركان حكومتك مصدر الإرهاب، وسجلكم حافل بالجرائم والمجازر..ولكن مثل هذه المواقف بحاجة الى قادة شجعان، كما حصل في مؤتمر مدريد عندما أخرج الوفد السوري سجل رئيس وزراء الإحتلال انذاك شامير، كأحد قادة الإرهاب المطلوب القبض عليهم بسبب ما إرتكبه من جرائم.
نحن ندرك جيداً بأن العالم لا يحترم إلا القوي…والدم العربي بالنسبة لهم لا يساوي شيئاً…وندرك تماماً أيضاً بأنه لا يوجد أي زعيم عربي يمتلك إرادته وقراره لكي يشارك في أي عاصمة عربية كدمشق او بغداد بمسيرة او مظاهرة ضد الإرهاب بدون إذن امريكي أو اوروبي غربي، فعاصمة الرشيد بغداد قبل أن تحتل حوصرت ولم يجرؤ أي زعيم عربي أن يخرق الحظر الغربي والأمريكي عليها، ولكن القائد الأممي الراحل المنتخب من شعبه “تشافيز” جاء وخرق الحظر، وكذلك عندما قام رئيس وزراء الإحتلال المغدور شارون بما يسمى بعملية السور الواقي وحاصر القائد الرئيس الراحل أبا عمار في المقاطعة، لم يجرؤ أي زعيم عربي في القمة العربية التي كانت منعقدة في بيروت على مهاتفته.
نعم عندما نتعلم كيف نفكر، وكيف نتعلم أن نحافظ على مواقفنا وكرامتنا، وأن نتوقف عن الهرولة والركض بأوامر السيد الغربي، حينها سيجري إحترامنا وسيكون قيمة لدمنا الذي يسيل بغزارة على مذبح ما يسمى ب”الثورات العربية”، ثورات القتل والدمار خدمة للمشاريع الأمريكية والصهيونية والغربية الإستعمارية في المنطقة.
قمة مناهضة للإرهاب قادتها متورطين في الإرهاب من رؤوسهم حتى أخمص أقدامهم…ولكن ما حدث في باريس وفي صحيفة شارلي ايبدو قد يعيدهم لجادة الصواب وإعادة حساباتهم.
ليست هناك تعليقات :